الحالة ، ويلبسون الثياب المرقعة ، ويرومون المسائل الموقعة ، وربما أخذوا جديد الثياب! فيقطعونها ثم يرقعونها بالاستعاب ، ويظهرون الزهد في الدنيا إظهارا كليا ، ويجلبون الناس للأخذ عنهم والدخول في طريقتهم تحليا ، ويذمون الدنيا وتابعها ، ويعظمون طريقتهم وجامعها ، ويطالعون كتب التصوّف فيأخذون منها الألفاظ الدالة على ذمّ الدنيا ومدح الآخرة. وفي الحقيقة أنهم ليسوا من أبناء الدنيا ولا من أبناء الآخرة. وإن هم إلّا كالأنعام بل هم أظل سبيلا ، وأقدم حالة وأكذب مقيلا ، ويكرهون الأولياء والعلماء ويقدحون في أمواتهم سيما شيخ المشايخ الشيخ عبد القادر الجيلاني ذا السر الباهر ، وينفون عنه التصوّف بالكلية وينسبونه لأنفسهم بالإخفاء والظاهر ، وينتسبون إلى رجل مغربي من بني زروال بوادي أبي بريح من فرقة يقال لها درقاوة ، يقال له الشيخ مولاي محمد العربي بن أحمد وينسبون له السرّ والنقاوة. أخذ عنه جملة من أشياخهم وأصولهم وأفراخهم ، منهم السيد عبد القادر بن الشريف القائم بالغوغاء والعامة على أهل الملك والتصريف ، وهو من أولاد سيدي أبي اليل (كذا) المرابطين بقبيل الكسانة النقد ، حي من أحياء العرب البادية المتوطن بواد العبد. وكان هذا القائم في أول حاله عالما متفننا في (ص ٢٤٢) سائر العلوم ، محققا لها بقيودها والمنطوق والمفهوم / ورعا زاهدا ، متعبدا راكعا ساجدا ، صائما قائما ، حنينا راحما ، أستاذا يقري (كذا) القرآن ويعزّ أهله ويزيل بتعلمه لكل جاهل جهله ، والناس يشيرون إليه بالصلاح. والنّسك والنجاح ، فذهب للمغرب وأخذ عن مولاي العربي تلميذ مولاي علي الجمل. فقدمه على إعطاء الذكر لمن بهذا المحل ، ثم رجع من المغرب وترك ما كان عليه من التعليم ، واشتغل في زعمه بالتربية والتكليم ، ولم يدر أنها انقطعت في القرن التاسع باتفاق من الأئمة وليس في هذا مدافع ، ولبس الخرقة المرقعة وعلّق الببوش وركب الكلخ وعلّق القرون المرقّعة ، وابتدع أمورا يمجّها الطبع ، وينكرها الشرع ، واقتدى به في ذلك الجلّ من الناس ، وأخذ عنه كل من هو في عقله في غاية الإخساس ، خصوصا أهل الصحراء فأذعنوا له إلى أن قهرهم قهرا ، وزاغت به نفسه الأمارة بالسوء وباع آخرته بدنياه ، ثم أصبح بلا بهما معايا ويلاه ، وصارت عامة درقاوة تجتمع إليه ، فيخرج بهم إلى الصحراء فيجتمعون عليه ، وتتلقاه الأعراب بالفرح والسرور ، حتى أخذت عنه جميعها الورد وهو في