الباشا ولّاه خزناجيا بالجزائر ففرح بعد ما تأسف وبمجرد وصول الخبر له ذهب للجزائر ، وترك من حينه وهران بمخزنها المنصور للباي الآخر. وهو الذي بنا (كذا) للعالم العلامة القدوة الدرّاكة الفهّامة ، شيخ الراشدية وغيرها على الإطلاق ومجدد القرن الثالث عشر بالاتفاق ، من هو بعين العناية ملحوظ ومخلص من الضرائر ، والحاصر ، الحافظ محمد أبو راس بن الناصر ، المصريّة ذات العلو الأرفع ، وبيت الكتب والمذاهب الأربع ، فقال فيه الحافظ المذكور في رحلته التي اسمها : «فتح الإلاه (كذا) ومنّته ، في التحدّث بفضل ربي ونعمته» ، وهذه المصرية بناها لنا الملك الأضفى ، والخليل الأوفى ، والمحب الأصفى ، السيد الباي مصطفى ، برّد الله ضريحه ، وأسكنه من الجنان فسيحه ، وأني بعثت إلى ضريحه بالمديّة مع بعض تلامذتنا بما نصه : عليك أتم السلام ، أيها المولى الهمام ، الذي عرف فضله الإسلام / وخفقت بنصر عزّه الأعلام ، وتنافت في (ص ٢٧٢) إنفاذ أمره السيوف والأقلام ، قسّمت زمانك ما بين حكم فصل ، وإمضاء نصل ، وإحراز خصل وعبادة قامت من اليقين على أصل ، السلام عليك يا مقرر الصدقات الجارية ، وكاسي الظهور العارية ، وقادح زناد العزائم الوارية ، ومكتب الكتائب والسّرايا السارية ، السلام عليك يا حجّة الصّبر والتسليم ، والقلب السليم ، وسامع الحديث والذكر الحكيم ، كرم الله تربتك وقدّسها وطيّب روحك وأنسها ، فلقد كنت للمستجير مجيرا ، وللمظلوم وليا ونصيرا ، ولقد كنت في المواكب بدرا ، وللمواهب بحرا ، وعلى البلاد والعباد ظلا ظليلا وسترا ، بنا (كذا) الله لك بيتا في الجنّة كما بنيت لنا بيت الكتب بلا أذى ولا منّة ، نفّعك الله بصدق اليقين ، وأعلا درجتك في علّيين وحشرك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ه. وكانءاغته حبيبه بالغاية ، وصديقه في البداية والأثناء والنهاية ، واسع العطا ومفصل الدعاوي السيد قدور الصغير ابن إسماعيل البحثاوي. ومن الزمالة السيد محمد الوهراني ولد قدور ، الفقيه الباس المشكور. وكان لهذا الباي ولدان بزماننا من أعيان الناس أحدهما كان كاتبا لدى نوّاب الدولة ، وهو السيد محمد ، والآخر السيد مصطفى الصادق في القولة.