أموره كلها بالباري ، الشجاع الأفضل السيد الحاج محمد المزاري ، أيها الأعيان إنّ باينا يريد بيديه ورجليه الرعية لما رءا (كذا) ضعفهم ببصره ، ويريد بأذنيه وعينيه أغواته وقياده لما كثر مالهم في نظره ، فعليكم بإعطاء الأموال ليلا يصير كل واحد منكم في أرذل الأحوال ، وبادر لذلك فأعطاه من العدد ما أرضاه في الصك ، وقال له هذا الجواب حجايتك فإني واحد من أذنيك وعينيك فقال له أنك الخبير بالفك ، ثم شرع كل واحد من الأعيان في دفع ما قدر عليه ، فسرّ بذلك الباي وعلا قدر المزاري لديه ، وقال لوزرائه وأهل مجلسه أن المزاري لفهيم ، وأنه على التحقيق لآغا جسيم ، وعاتب الباي يوما بعض أصدقائه على كثرة الخطية ، التي ضعفت بها الرعية ، فقال له / أن أهل الجزائر قد أكلوني (ص ٣٠٠) بالكلية ، ولذلك تراني قد أكلت للرعية. ثم صار مهمى مات أحد من رعيته وهو ذو مال وفلوس ، إلّا صيّر نفسه واحد من الورثة ويأخذ حظّه معهم على عدد الرؤوس. وفي سنة أربعين من القرن الثالث عشر (١) أمر ببناء الرّحبة لبيع الحبّ بمدينة المعسكر ، وكتب على رخامتها ما نصه : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أفضل رسله محمد الكريم ، وعلى آله وأصحابه المرشدين للصراط المستقيم ، أما بعد فقد أمر ببناء هذه الرحبة الماسوسي ، صاحب الخيرات والحسنات السيد حسن باي بن موسى زاد الله تعالى خيراته ، وعفا عنه سيئاته ولوالديه آمين ثم كتب هذه الأبيات :
بناها حسبة لله حسن باي |
|
بوجسصّة إيلدي بنيّا داى |
صحفه خطر أيله أجنلف |
|
جهانك عافيته أولسون |
أول تارىّ غدا أيكان |
|
جهانك أيلسون شادان |
وهم أيلسون رحمت بوان |
|
وأجداد له ربّ غفران |
صوره أحمد بن محمد سنة أربعين ومائتين وألف ، ثم أمر بجعل قبرية لضريح سيدي علي أبي الوفا ، بعد ما بنا عليه القبة ، وذلك سنة ثلاثة وأربعين من الثالث عشر (٢) بالحسبة وكتب بأحد جانبيها ما نصه : الحمد لله أمر بصنعة هذه
__________________
(١) الموافق ١٨٢٤ ـ ١٨٢٥ م.
(٢) الموافق مارس ١٨٢٨ م.