المفر ، ولما طلّ عليه ورأى عنده الجراد المنتشر ، وسمع به التجيني فتأخر عن المعسكر ، وهبط دالجا ناحية أولاد رحّو يروم المقاتلة وعنه يلحّ دخل الباي الخوف والجزع ، ولحقه الرعب والفزع وظن أن الدّائرة كائنة عليه فثبّته أعيان مخزنه وواعده بأن النصر مقبل عليه ، وقالءاغته المتقاعد الشبيه بالجوطي الحاج عبد الله بن الشريف الكرطي أيها الباي رأيك الذي استقليت به حيث تركت المشورة لكل أحد في ابتداء الأمر ، هو الذي وصلك وأوصلنا معك لهذا الأثر فضحكءاغته المتولي وقت ذلك ، وهو السيد الحاج محمد المزاري البحثاوي من ذلك ، وقال للباي يا من أنت في ستر الحليم الغفار ، وحفظ العزيز القهار ، لا يدخلك الجزع ولا تصغي للقول المعسار ، سترى ما يصدر من مخزنك الأبرار ، فإن لهم حق عليك في المشورة ، وأنت تركت ذلك لجميعنا إلى أن صارت الحضاجر هي القسورة ، فأحسن ظنّك بالله ولا تهن ، ولا تجزع ولا تحزن ، فعند حلول الكفاح في الميدان يتبين لك الشجاع من الجبان ، ومن كان صغيرا في السن يصير كبيرا في الضرب والطعن وليس الكلام بالأفواه وقت تقابل الصفوف ، وإنما الكلام للبنادق والسيوف ، ويظهر الكر من الفر فالشجاع يتقدم والجبان يتأخر ، ولا يخفى سيدنا طعن مخزنه للعدو إذا تراءا (كذا) الجمعان وغلت الجماجم وتأججت النيران سيما الأعيان الدارئين (كذا) عن سيدنا ما يلحقه من ألم الدعاوى ، سيما ما ولده البشير البحثاوي فهم فداؤك في الهموم والكروب ، ووقايتك في القتال والحروب ، فسرّ الباي وجميع الجيش بقوله ، وعلا شأن عمّه مصطفى وطلع رأسه إلى أن قال أهلا بقوله. وقد كان بن يحيى ابن محمد الغلالي ثم الشقرائي فيما الراوي قد رواه ، كتب لآغا السيد مصطفى ابن إسماعيل بطاقة يخبره فيها بقدوم التجيني لأم العساكر ومقاتلتهم إياه ، لكون هذا ابن يحيى كان خليفة قائد المعسكر في الوارد ، وخليفة القائد عند الأتراك يقال لهءاغة القائد ، وبعث بطاقته مع ابنه فجاء بها ليلا لغنيمة الفيء ، ولما وصل المحلة قبضه أهلها ومنعوه من الدخول لها وسلبوه من كل شيء ، وهو يقول جهرا يا قوم أوصلوني عند السيد مصطفى بن إسماعيل ، فإني ولد ابن يحيى بن محمود (ص ٣٠٧) الغلالي قاصدا للنبيل ، وجئته بالمكاتب / من عند أبي فلم يلتفتوا لقوله وصفا ولا زال ينادي إلى أن سمعهءاغة مصطفا (كذا) فأمرهم بالإتيان به ومطلبه ، ولما