ضمنت لك من الآن الرياسة والرفعة والسياسة ، ولأولادك من بعدك مؤّبدة ودائمة مسرمدة لا يقطعها منكم قاطع ، ولا يزيلها قانع ولا طامع ولا يتصرف فيكم أحد (ص ٣١٤) بسوء في السر والعلن ، وأنتم / على الأبد في أمن وأمان من ضرر المخزن ثم من الغد بعثه الباي حسن لبني يزناسن في السفينة ، وأمر أن يلحق به أهله في أمن وأمان من كل خوف وغبينة ، فكانت دعوته بالخير على المزاري هي سبب توليتهءاغة فإنه في تلك الأيام صارءاغة وهي توليته الأولى لذلك المنصب ، واطمأن قلبه وزال ما به من النصب. هذا ما حدثني به الفقيه الأديب ، الحاذق اللبيب ، الشريف العدل السيد محمد بن الحبيب الغربي ثم البو عمراني أحد أولاد سيدي عمارة أهل السر الرباني. وكذلك خلص من ضرره الشيخ الضرير ، السيد إبراهيم الخروطي الخرير ، فإنه بعث له مكاحله محمد بن المختار الزمالي ليأت (كذا) به لأمر ظهر عليه غير الموالي ، ولما أتاه به نظر في حاله وأصله ، فألفاه من الذين لا يثورون عليه فسرّحه لأهله. ويقال أنه دعا بالشر على محمد ابن المختار ، ومقامه كما مرّ خارج سور وهران ، من ناحية الحمرى لاشتهار. وفي أيامه سنة أربعة وأربعين ومائتين وألف (١) قتل العالم العلامة الحجة الفهامة السيد محمد بن قريد الغربي شهيدا ببيته ، بخنق النطاح بوهران في المعترف ، قتله بعض من تسلّط على زوجتيه من اللصوص عمدا لا جهلا ، ولما قام ليدافع قتل ليلا ، ومن الغد أخذت زوجتاه وذهبتا للباي فأمر بتشكيرهما ، ورميهما في البحر من غير تحويرهما ، فقيل للباي أن أحدهما حامل ، فقال ليست تأتي بابن قريد في القابل ، فنفذ فيهما الأمر تنفيذا ، واستحوذ بهما تحويذا ، وأمر بحرق نوائل تلك الحومة ، وصيّرها تنوح بها البومة ، وحضر لدفن العلامة ، وشاهد منه عجائب الكرامة ، ونجا الظالمان إلى أن قبض أحدهما في ولاية الأمير ناصر الدين ، السيد الحاج عبد القادر بن محي الدين ، ورفع به فبحث عن أمره بحثا مشددا. ولما ثبت القتل عليه مكّنه من قرابة الشيخ ابن قريد فقتلوه قصاصا لا رحم الله قاتل الشيخ أبدا.
__________________
(١) الموافق ١٨٢٨ ـ ١٨٢٩ م.