السّلام» وتقديم أسيد ، لأن الثابت هو تقديم علي دون غيره.
ويمكن المناقشة فيما ذكرناه : بأن النص المذكور لم يصرح بأن النبي «صلّى الله عليه وآله» هو الذي قدم أسيد بن حضير ، فقد يكون أسيد قد ذهب إليهم من تلقاء نفسه وبصفته الشخصية ، لا أنه كان على رأس الجيش.
فإن النص يقول : «تقدمه أسيد بن حضير».
ولكن ذلك غير مقبول : فإن تحرك أسيد أو غيره من تلقاء نفسه ، ومن دون إذن أو تقديم منه «صلّى الله عليه وآله» بعيد وغير سديد.
ثانيا : يلاحظ : أن ابن حضير قد نسب الحلف الذي نفاه إلى نفسه لا إلى قومه حيث قال : «لا عهد بيني وبينكم ، ولا إلّ»!!
إلا أن يقال : إن نقض أحد زعماء القبيلة لحلف وكذلك عقده له هو عند العرب ملزم لقبيلته كلها.
ثالثا : إن بني قريظة إنما خافوا وخاروا حينما نادى علي «عليه السّلام» : «يا كتيبة الإيمان الخ ..» ، فحينئذ أرسلوا إلى حلفائهم الأوس أن يأخذوا لهم مثلما أخذت الخزرج لبني قينقاع ، وسيأتي ذلك تحت عنوان : الفتح على يد علي «عليه السّلام».
القتال ثم الحصار :
«ثم قدم رسول الله «صلّى الله عليه وآله» الرماة من أصحابه وأمرهم بأن يرموهم ، ويراميهم اليهود واستمر الرمي إلى أن ذهبت ساعة من الليل ، ورسول الله «صلّى الله عليه وآله» واقف على فرسه عليه السلاح ، وأصحاب الخيل حوله. ثم أمر «صلّى الله عليه وآله» أصحابه بالانصراف.