العنصري ، الذي كرسه عمر بن الخطاب في أقواله وتشريعاته حين تمنى عدم استرقاق العرب ، وعدم جواز الرق على عربي ، وكأنه لا يعجبه الحكم الإلهي الصائب ، ويجد في نفسه حرجا مما قضى الله ورسوله.
١٣ ـ فداء الأسرى موضع شك :
قد تقدم : أنهم يقولون : إن أهالي الأسرى قدموا فافتدوهم ، وإن المرأة والذرية افتدوا بست فرائض ، وقدموا المدينة ببعض السبي ، فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم. فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها.
مع أنهم يذكرون : أن جميع بني المصطلق قد أسروا ، ولم يفلت منهم أحد حسبما تقدم.
ونكاد نلمح من خلال تأكيداتهم على إطلاق سراحهم فورا : أن البعض لا يرتاح لأسر بني المصطلق الذين هم عرب.
ويزعجه جدا أن تسبى نساؤهم. ولعل الفقرة الأخيرة المتقدمة : فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها ، تشير إلى ذلك الانزعاج ، وإلى الحرص على إبعاد شبح استرقاق العرب.
ونعتقد : أن السبب في ذلك هو سياسات الخليفة الثاني تجاه العرب ، وهو القائل : ليس على عربي ملك (١). وكره أن يصير السبي سنة على
__________________
(١) الأموال ص ١٩٧ و ١٩٨ و ١٩٩ والإيضاح ص ٢٤٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٤٩ وسنن البيهقي ج ٩ ص ٧٣ و ٧٤ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٥٠ والمسترشد في إمامة علي «عليه السّلام» ص ١١٥ وقضاء أمير المؤمنين «عليه السّلام» ص ٢٦٤ والمصنف للصنعاني ج ١٠ ص ١٠٣ و ١٠٥ وج ٧ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ والنظم الإسلامية ص ٤٦٣.