إذن .. فلم يسألوا الرسول «صلى الله عليه وآله» العفو ، فأبى ذلك عليهم ، كما يدّعي هذا الكاتب.
ومن جهة ثانية : فإن قوله أخيرا : إنهم نزلوا على حكمه «صلى الله عليه وآله» ليس دقيقا ، بل نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، ورفضوا النزول على حكم رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، الأمر الذي يستبطن إعلانا بعدم الثقة بحكمه بالعدل والحق.
فلو أن هذا الكاتب كان أكثر دقة لسلم كلامه من مغبة الإيحاء بأن الرسول إنسان قاس ، لا يعفو عن طالب العفو منه ، بل يصر على أن يقتله ، ويسبي النساء والأطفال ويصادر الأموال.
عدالة الحكم على بني قريظة :
ويبقى هنا سؤال : أليس هذا الحكم في حق بني قريظة قد جاء قاسيا وقويا إلى درجة ملفتة؟!
ألم يكن من المناسب أن يستفيد بنو قريظة من عفو الإسلام وصفح النبي الكريم ، كما استفاد إخوانهم بنو النضير ، وبنو قينقاع من قبل ؛ فيكتفي بإجلائهم ، وتقسيم أموالهم وأراضيهم؟!
وقد طلبوا هم أنفسهم أن يعاملهم «صلى الله عليه وآله» بنفس ما عامل به بني النضير من قبل ، فرفض طلبهم ، وأصر أن ينزلوا على حكمه.
لقد «انتقد بعض الكتاب الأوروبيين هذا الحكم ووصفوه بأنه وحشي ،