مفاهيم الجاهلية ، وتعاملت بها وعلى أساسها.
فهم يبررون طلبهم ذاك بالحلف الذي كان بين الأوس وقريظة ضد الآخرين ، وهو حلف لا يأبى الظلم والتعدي ، ويهدف إلى تسجيل النصر في كل من ظروف الدفاع والتعدي على حد سواء ، ولا يبتعد عن أجواء العنجهية والابتزاز ، والدعوة الجاهلية.
مع أن الأوس أنفسهم قد رأوا بأم أعينهم كيف نقض بنو قريظة عقدهم وعهدهم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله». وكان ذلك في مواجهة سعد بن معاذ الأوسي نفسه قبل أيام. مع ما رافق ذلك من إهانات لسعد سيدهم ، وللنبي ، وللمسلمين. كما تقدم توضيحه في غزوة الخندق.
والغريب في الأمور : أنهم اعتبروا ندم قريظة على ما فرط منهم من نقض العهد كافيا لاستحقاقهم الإحسان إليهم ..
مع أن هذا الندم لم يأت من خلال قناعات نشأت عندهم بقبح ما فعلوه ، بل هو ندم نشأ عن خوف البوار والدمار ، وحين رأوا البأس.
أما حين كان ثمة أمل لديهم بأن تدور الدائرة على النبي والمسلمين ، وذلك حين كان الأحزاب يحاصرونهم ، فلم نجد لدى بني قريظة هذا الندم ، ولا لاحظنا أي تردد منهم في أمر إبادة المسلمين ، واستئصال شأفتهم ، وخضد شوكتهم.
تكريس المنطق القبلى مرفوض :
أما بالنسبة لقول الأوس ـ والمقصود هو بعضهم ـ لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، عن بني قريظة : يا رسول الله ، حلفاؤنا دون الخزرج ، فهو