وإن كان مراده : أن لا تذكر أم سعد فضائل سعد ، وخصائصه الكريمة ، ولا تذكر الناس بها ،.
فلذلك يعني : أنه كان ينفس على سعد خصائصه ، ومزاياه تلك. وكان لا يحب أن يكون لأنصاري مقام رفيع كهذا ، حتى بعد موته ، وحتى لو كان شهيدا ، وفي سبيل الله؟!
وهذا الموقف أيضا غير مقبول منه ، لأن ذلك يخالف روح الإسلام ، ويتنافى مع صريح نصوصه.
ثانيهما : إن الرواية الأخيرة ، قد نسبت الكذب إلى أم سعد في شعرها ولكنها قالت : إن غيرها من الشعراء أكذب منها!!
وليت شعري أي كذب يوجد في شعر أم سعد. ألم يكن سعد بن معاذ يتحلى بتلك الخصال التي وصفته بها؟!
أم أن المقصود هو تزوير الحقيقة ، وتشويه صورة سعد ، الذي لم يكن يرتاح له المهاجرون وخصوصا قريش؟
وقد أثار حكمه حفيظة بعض الناس من قومه الأوس أيضا. وهم الذين وصفهم سعد بأنهم لا خير فيهم؟!
حسان يرثي سعدا وجماعة معه :
وقال حسان بن ثابت يبكي سعدا وجماعة ممن استشهد يوم بني قريظة :
ألا يا لقومي هل لما حم دافع |
|
وهل ما مضى من صالح العيش راجع |
تذكرت عصرا قد مضى فتهافتت |
|
بنات الحشا وانهل مني المدامع |
صبابة وجد ذكرتني إخوة |
|
وقتلى مضى فيها طفيل ورافع |