وقد قال «صلى الله عليه وآله» هذا بعد حكم سعد بن معاذ بقتل من حزّب عليه منهم. «وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأحمال التمر ، فنثرت عليهم ، فباتوا يكدمونها كدم الحمر» (١).
حكم ابن معاذ في بني قريظة في النصوص التاريخية :
قال الواقدي وغيره ما ملخصه :
إنهم حين جاؤوا بالأسرى ، تنحى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فجلس ، ودنت الأوس إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وطلبوا منه أن يهب لهم حلفاءهم من بني قريظة ، كما وهب لابن أبي ثلاث مئة حاسر ، وأربع مئة دارع من بني قينقاع.
ورسول الله «صلى الله عليه وآله» ساكت لا يتكلم ، حتى أكثروا عليه وألحوا ، ونطقت الأوس كلها.
فقال «صلى الله عليه وآله» : أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟!
قالوا : بلى!
قال : فذلك إلى سعد بن معاذ.
وكان سعد في خيمة رفيدة ، أو كعيبة بنت سعد بن عتبة ، في المسجد. وكانت كعيبة تداوي الجرحى ، وتلم الشعث ، وتقوم على الضائع ، والذي لا أحد له.
فجاءت الأوس إلى سعد ، فحملوه على حمار ، وطلبوا منه أن يحسن في مواليه ، كما صنع ابن أبي في حلفائه.
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٥١٢ و ٥١٣ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٤٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢ و ٢٣.