والضحاك بن خليفة يقول : يا أبا عمرو ، مواليك! مواليك! قد منعوك في المواطن كلها ، واختاروك على من سواك ، ورجوا عياذك ، ولهم جمال وعدد.
وقال سلمة بن سلام بن وقش : يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك وحلفائك. إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يحب البقية. نصروك يوم البعاث والحدائق والمواطن ، ولا تكن شرا من ابن أبي. وسعد لا يتكلم.
فلما أكثروا عليه ، قال : قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم.
فقال الضحاك بن خليفة : وا قوماه.
وقال معتب بن قشير : وا سوء صباحاه.
وقال حاطب بن أمية الظفري : ذهب قومي آخر الدهر.
فلما أقبل سعد إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، والناس جلوس حوله ، قال «صلى الله عليه وآله» : قوموا إلى سيدكم.
فكان رجال من بني عبد الأشهل يقولون : فقمنا على أرجلنا صفين ، يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وطلبت الأوس الذين بقوا عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» : من سعد أن يحسن في بني قريظة ، ويذكر بلاءهم عنده. وقالوا له : إنما ولاك لتحسن فيهم.
ثم قال سعد : عليكم عهد الله وميثاقه : أن الحكم فيكم ما حكمت؟
قالوا : نعم.
فقال سعد للناحية الأخرى ، التي فيها رسول الله ، وهو معرض عنها ، إجلالا لرسول الله «صلى الله عليه وآله» : وعلى من هاهنا مثل ذلك؟!
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ومن معه : نعم.