المشكلة هي هذه ، فقد كان النبي يدرك أن إيكال أمر قتله إلى أنصاري يحل المشكلة ، أو لا يحلها.
النفاق ، والمنافقون :
وبعد كل ما تقدم نقول : إنه حين تكون الصفة الطاغية على حركة أو دعوة ما هي الضعف والوهن ، وكانت بعيدة عن الالتزام بمعاني الأخلاق والإنسانية فإن خصوم هذه الدعوة أو تلك الحركة سيواجهونها بالعنف ، والاضطهاد ، بقسوة وشراسة.
فإذا ما تشبثت تلك الدعوة بأسباب القوة ، فإن خصومها يتجهون نحو أساليب المكر والخديعة ، ويوظفون ذلك إلى جانب ما يملكونه من أسباب القوة ، ليسد ذلك المكر مواضع الضعف والخلل في تلك الأسباب ، وتصبح من ثم قادرة على التأثير في تدمير قدرات تلك الدعوة ، أو عرقلة حركتها بصورة أو بأخرى.
فإذا ازدادت تلك الدعوة والحركة قوة ، وازداد خصومها تقهقرا وضعفا ، فإن أساليب أولئك الخصوم في مواجهتها سوف تتطور وفقا للمستجدات ، حتى تنتهي بهم الأمور إلى استخدام أساليب يأباها الشرف وينبو عنها الشعور الإنساني النبيل. ذلك هو تاريخ المنافقين فليقرأه القارئون ، ليجدوا فيه كل عجيب وغريب في هذا المجال.
وهكذا كان حال المنافقين في عهد الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، الذين ما فتئوا يكيدون للإسلام ، ولنبي الإسلام ، وللمسلمين ، ويتربصون بهم الدوائر فكانوا يتآمرون مع الأعداء ، ويحرضونهم ، ويعدونهم النصر حينا ، ثم