هذا .. ولا نجد مبررا لرفض المهاجرين سيادة سعد بن معاذ عليهم سوى الحسد ، والإحساس بالتفوق والتميز عن الآخرين على أساس غير إسلامي ، ولا إنساني مقبول ، لأن المهاجرين يعتبرون أنفسهم عدنانيين ، وأهل يثرب قحطانيون ، وكان معظم المهاجرين من قريش ، وهم سدنة للكعبة ، ومن أهل مكة ، وهم أيضا قوم وعشيرة رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وبذلك يتضح السبب : في رفضهم قبول أي امتياز لزعيم الأنصار عليهم. وهو منطق مرفوض من وجهة نظر إسلامية وإنسانية وإيمانية وكانت كلمات النبي واضحة الشمول لهم فإننا لم نجد في خطابه «صلى الله عليه وآله» ما يبرر هذا الاختلاف.
فقد خاطب الحاضرين عنده ، والجالسين معه بخطاب واحد عام ، ليس فيه أية دلالة على التخصيص بفريق دون فريق. إذ لو وجدت هذه الدلالة لم يكن ثمة اختلاف ، أو تردد في المقصود.
وهذا يعني : أن مبررات هذا الاختلاف خارجة عن دلالة اللفظ ، وهي محض اجتهاد تمليه أجواء معينة لدى هذا الفريق أو ذاك.
ملاحظة : إن سيادة سعد هذه لا تشمل أولئك الذين أخبر الله ورسوله عن مقامهم وسيادتهم ووجوب طاعتهم على الناس كلهم ، مثل علي «عليه السلام». فإن خروجهم عن دائرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» مفروغ عنه ومعروف للناس الذين حضروا وسمعوا.
محاولة تملص وتخلص فاشلة :
وقد حاول البعض : أن يجد في نفس الكلام قرينة أو دلالة يقوي بها رأي