تبوك قال : «فيه نظر ظاهر» (١). وإذا كان مستند الحلبي في هذا النظر هو الروايات التي ذكرت : أنها كانت في غزوة المريسيع ، فلا مجال لقبول ذلك منه ، بعد أن تواردت على تلك الروايات العلل والأسقام ، كما رأينا وسنرى إن شاء الله تعالى.
والخلاصة : أن وقوع هذه الحادثة في غزوة المريسيع أمر مشكوك فيه.
ابن أرقم؟ أم ابن أقرم؟ أم غيرهما؟!
إننا في حين نجد بعض الروايات تقول : إن زيد بن أرقم هو الذي تصدى لابن أبي ، نجد في النصوص الأخرى ، ما يخالف ذلك ، فقد ذكر ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، وذكر موسى بن عقبة في مغازيهما هذه القصة ، وزعما : أن أوس بن أقرم ـ وهو رجل من بني الحارث بن الخزرج ـ هو الذي سمع قول عبد الله بن أبي ، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب. وذكر ذلك عمر لرسول الله «صلى الله عليه وآله».
وبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى ابن أبي ، فسأله عما تكلم به ، فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا.
فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» : إن كان سبق منك قول فتب. فجحد ، وحلف.
فوقع رجال بأوس بن أقرم ، وقالوا : أسأت بابن عمك ، وظلمته ، ولم يصدقك رسول الله «صلى الله عليه وآله».
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٨٦ و ٢٨٧.