أسفاره : لا تبرح ، بارك الله فيك حتى نفرغ من صلاتنا ، وجعله قبلته. فما حرك عضوا حتى صلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» (١).
ه : وهناك نصوص كثيرة تتحدث عن طاعة الحيوانات له «صلى الله عليه وآله» فلتراجع في مظانها (٢).
لا يتحدث الناس : أن محمدا يقتل أصحابه :
وبعد أن ظهر من ابن أبي ما ظهر ، فقد كان يمكن للنبي «صلى الله عليه وآله» أن يعتبر ذلك مسوغا لقتله. وينفذ فيه حكم الله سبحانه. ولكنه «صلى الله عليه وآله» آثر أن لا يعطي ذريعة لأعداء الدين لينفثوا سمومهم ، حين يتخذون ذلك ذريعة لتخويف الناس من الدخول في الإسلام ، بحجة : أنهم لن يجدوا فيه الضمانات الكافية على حياتهم. خصوصا إذا صوروا لهم قتل ابن أبي من زاوية انحرافية ومظلمة ، حين يزعمون لهم أن قتله إنما كان على سبيل الانتقام الشخصي منه «صلى الله عليه وآله» ، بسبب تعرض ابن أبي للمساس بشخص النبي «صلى الله عليه وآله» وليست القضية قضية كفر وإيمان ، وإقامة لحدود الله سبحانه في حق من يكفر بالله بعد إيمانه ، ويجترئ على المقدسات.
ويفسح بعمله ذاك المجال أمام الآخرين لجرأة مماثلة أو أشد ثم عرقلة دخول الناس في الإسلام ، وفسح المجال أمام المغرضين للتلاعب وإثارة الإشاعات الباطلة ، وتشكيك الآخرين الذين لا يملكون قدرا كافيا من
__________________
(١) الشفاء ج ١ ص ٣١٥.
(٢) راجع : الشفاء لعياض ج ١ ص ٣٠٩ ـ ٣١٥ والمواهب اللدنية ج ١ ص ٣٦٦ ـ ٣٦٩.