٨ ـ قتال الملائكة في المريسيع :
ويقولون : «كان رجل منهم ممن أسلم وحسن إسلامه يقول : لقد كنا نرى رجالا بيضا على خيل بلق ، ما كنا نراهم قبل ولا بعد» (١).
ولكننا لا نكاد نطمئن لصحة هذه المقولة ، التي لم ينقلها إلا رجل مجهول الهوية منهم ، رغم كثرة من أسلم منهم : فكيف تفرد ذلك الرجل بنقل هذا الأمر الغريب الذي تتوفر الدواعي على نقله من كل من يراه؟! حتى ولو كان لم يتشرف بدين الإسلام أصلا؟!
وبعد .. فما هو وجه الحاجة لقتال الملائكة هنا ، مع أنه لم يكن ثمة داع إلى ذلك. حيث لم يتعرض المسلمون لخطر يستدعي التدخل الإلهي ، بواسطة الإمداد بالملائكة؟!
إلا أن يقال : إن ذلك يجعل المشركين يندفعون إلى الإسلام ، ولا يشتدون في حربهم ضد المسلمين.
٩ ـ من قتل من المسلمين؟!
وقد تقدم : أنه لم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد.
والظاهر : أنه هشام بن صبابة (ضبابة) ، الذي قاتل مع المسلمين في المريسيع حتى أمعن. وكان قد أسلم ، وقد قتله أنصاري اسمه أوس ، من
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٨٥ وراجع : حبيب السير ج ١ ص ٣٥٨ وتاريخ الإسلام (المغازي) ص ٢١٥ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٠٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٤٧.