حلقوا امتثالا وطاعة لأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وبعضهم قصر اكتفاء في التحليل بالتقصير ، ولم يمتثلوا أمره «صلىاللهعليهوآله» بالحلق ، وأن فيمن ساق الهدي من كان شاكا أيضا.
قال القمي : «قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأصحابه : انحروا بدنكم ، واحلقوا رؤوسكم ، فامتنعوا ، وقالوا : كيف ننحر ونحلق ، ولم نطف بالبيت ، ولم نسع بين الصفا والمروة؟!.
فاغتم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من ذلك ، وشكا ذلك إلى أم سلمة ، (ربما ليظهر رجاحة عقلها ودينها ـ وهي امرأة ـ على عقولهم ، وهم أصحاب الدعاوى العريضة).
فقالت : يا رسول الله ، انحر أنت ، واحلق.
فنحر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وحلق ، ونحر القوم على حين يقين ، وشك وارتياب.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تعظيما للبدن : رحم الله المحلقين.
وقال قوم لم يسوقوا البدن : يا رسول الله ، والمقصرين ؛ لأن من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ثانيا : رحم الله المحلقين ، الذين لم يسوقوا الهدي.
فقالوا : يا رسول الله ، والمقصرين؟
فقال : رحم الله المقصرين» (١).
__________________
(١) راجع : تفسير القمي ج ٢ ص ٣١٤.