فرسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أظهر رضاه ومحبته للمحلقين ، وتذمّره من الذين اكتفوا بالتقصير ، وهذا يفيد : أن الذين قصروا هم الذين خالفوا أمر الرسول «صلىاللهعليهوآله».
فظهر : أن المخالفين لأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» والشاكّين ليسوا هم جميع المسلمين الحاضرين في الحديبية ، بل هم فريق بعينه كما دلت عليه النصوص.
ولا شك في أن عليا «عليهالسلام» ليس منهم ، وليس هناك نص تاريخي يصرح : بأن عليا «عليهالسلام» كان بين الذين لم يحلقوا ، فإن طاعته للرسول «صلىاللهعليهوآله» والتزامه الحرفي بأوامره ونواهيه كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار ، وقد أشرنا أكثر من مرة إلى ما جرى في خيبر ، حينما أمره «صلىاللهعليهوآله» بالذهاب وعدم الالتفات ، فوقف ولم يلتفت وقال : على ما أقاتلهم يا رسول الله؟.
وتلك هي الآيات الشريفة لم تزل تنزل على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مقررة لعصمته ، كآية التطهير ، وتثبيت الفضل والكرامة له على من عداه له ، لأنه هو وحده المطيع لله ولرسوله «صلىاللهعليهوآله» ، كآية النجوى وغيرها.
هذا بالإضافة إلى شواهد أخرى تبيّن مدى حرصه «عليهالسلام» على طاعة أوامر الرسول «صلىاللهعليهوآله» حرفيا. يجدها المتتبع لسيرته صلوات الله وسلامه عليه ..