(بسم الله الرحمن الرحيم) فحمدت الله تعالى الذي هداه للإسلام (١).
وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال : كنا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في سفر. يعني : «الحديبية» فسألته عن شيء ثلاث مرات ، فلم يرد عليّ.
فقلت في نفسي : ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ، نزرت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ثلاث مرات فلم يرد عليك ، فحركت بعيري ، ثم تقدمت أمام الناس ، وخشيت أن ينزل فيّ القرآن ، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي ، فرجعت وأنا أظن أنه نزل فيّ شيء ، فقال النبي «صلىاللهعليهوآله» : «لقد أنزلت عليّ الليلة سورة هي أحب إليّ من الدنيا وما فيها : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ..) (٢).
وروى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، وابن سعد ، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن مجمع بن جارية الأنصاري قال : شهدنا «الحديبية» مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلما انصرفنا عنها إلى كراع الغميم إذا الناس يوجفون الأباعر ، فقال الناس بعضهم لبعض : ما للناس؟
قالوا : أوحي إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فخرجنا مع الناس نوجف ، فإذا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على راحلته عند «كراع الغميم» ،
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٦٣ و ٦٤.
(٢) الآيتان ١ و ٢ من سورة الفتح.