فإنه فقد المبرر لاتهامه «صلىاللهعليهوآله» بأنه يريد أمرا لنفسه ، وأنه طالب جاه ومقام ضاع منه ..
٤ ـ وإذا كان ضعفاء الناس هم أتباع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فإن ذلك يعني : أن الشرفاء والرؤساء ـ وهم قليلون ـ يفقدون سيطرتهم على أولئك الضعفاء ، الذين هم الكثرة الكاثرة ، والذين يعيشون حالة من التلاحم ، والتعاضد ، ويعطف بعضهم على البعض الآخر ، ويحن إليه ، وتتلاقى مشاعرهم بالمظلومية والقهر ، وتتشارك أمانيهم في التعلق بمن يأتي لينجيهم مما هم فيه ، من ظلم وعسف أولئك الأسياد. ويهديهم إلى طريق الخلاص من متاعبهم ، وآلامهم ..
٥ ـ ومن الواضح : أن الوثوق بصدق القائد والرئيس أمر مهم جدا في حصول الاطمينان لدى الناس بأقواله وأفعاله ، وفي سكون نفوسهم إليه .. وهو يقلل أيضا من فرص التشكيك في صدقيته ، وفي خلوصه ، وإخلاصه .. وهو من موجبات احترام الناس وإكبارهم له.
كما أن ذلك يؤكد لهم صحة ما جاء به ، ويزيد تقديسهم له ..
٦ ـ وإن عدم ارتداد أحد ممن يدخل في دينه «صلىاللهعليهوآله» ، يشير إلى أن باطن هذا الدين لا يخالف ظاهره ، وأن شعاراته متوافقة مع حقائقه ، وأنه منسجم مع الفطرة والحقيقة الإنسانية ، مؤيد بالمنطق القويم ، والعقل السليم ، وأنه صالح لكل المستويات ، ومتوافق مع عقول الناس من مختلف الفئات ، وجميع المجتمعات ..
كما أن ذلك يدل على أن من يؤمن بهذا الدين يجد فيه مبتغاه ، وأنه حتى لو كان قد دخل فيه لألف سبب وسبب ، فإن هذا الدين قادر على تحويل