العلقة الظاهرية ، إلى علقة إيمانية حقيقية وواقعية ..
٧ ـ يضاف إلى ذلك : أن أهل الإيمان في ازدياد مستمر ، وأن هذا الدين لا يتراجع ولا ينحسر. وأن ذلك ينسحب على جميع القوميات ، والطبقات ، والفئات.
وهذا يعطي : أنه لا خصوصية لبلاد العرب ولا لأحوالهم في ذلك ، بل الخصوصية هي للتكوين الإنساني نفسه ، حيث إنه إذا وجد ما يسانخه ، ويتلاءم معه ، فإنه يتلاحم معه ، ويندمج فيه.
٨ ـ ولأجل ذلك سأل قيصر أخيرا عن التعاليم التي جاء بها ، فلما أخبره ببعضها أدرك أنها تعاليم إنسانية إلهية خالصة ، وهي التي تبحث الفطرة عنها ، لتتكامل بها ومعها. وهي التي تأنس بها النفس ، وتهفو إليها الروح ، ويرشد إليها عقل الإنسان ويرضاها وجدانه ، وضميره ..
وفي هذا الحوار نقاط كثيرة أخرى ، كلها تصب في اتجاه واحد ، وهو : أن قيصرا أراد أن يكتشف ثغرة في دعوة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تفسح المجال لتسديد الضربة القاصمة له ، ليتخلص منه ، فلم يجد ..
ولأجل ذلك عقب بقوله : «وليبلغن ملكه ما تحت قدمي».
بل وجد أن أي صدام مع هذا النبي سوف يؤدي إلى غرس شجرة الإسلام في بلاده ، وهي شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، لا مجال للتخلص منها ، في أي حال ، بل يكون السعي في هذا الاتجاه من موجبات قوتها ، وتجذرها. وانتشار أغصانها في كل اتجاه ..
فآثر العمل على تجنب ذلك ، ومارس المكر والحيلة ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، ولتعلمن نبأه بعد حين.