هذا .. وقد صرحت المصادر : بأنه «صلىاللهعليهوآله» قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب. وأنه لا يجتمع فيها دينان ، بعد قول عمر الآنف الذكر ، وتنازعهم عنده (١).
فمن غلبه الوجع ، ومن كان يهجر ـ والعياذ بالله ـ لا يوثق بأقواله ، ولا يعتمد عليها ، ولا ينبغي الإلتزام بها ، حتى لو وردت بالطرق الصحيحة والصريحة.
ونحن نعوذ بالله من الزلل والخطل ، في القول والعمل .. ونسأله تعالى أن يعصمنا من نسبة ذلك لرسوله الأكرم «صلىاللهعليهوآله».
الثاني : إنّا لا نريد أن نسجل إدانة صريحة للخليفة الثاني ، حول ما تذكره الرواية من جهله بآخر أمر صدر من النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ، حول وجود الأديان في جزيرة العرب ، بأن نقول : إن ذلك لا يتناسب مع مقام خلافة رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
لا .. لا نريد ذلك ، لأننا نشك في أن يكون الخليفة قد استند في موقفه من اليهود إلى هذا القول المنسوب له «صلىاللهعليهوآله» ..
ونوضح ذلك فيما يلي :
سبب إخراج عمر لليهود :
من المسلّم به : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» حين افتتح خيبر قد أبقى اليهود في شطر منها ، يعملون فيه ، ولهم شطر ثماره ، ولكن عمر قد
__________________
(١) راجع المصادر المتقدمة ، فقد ذكر عدد منها ذلك ، مثل : صحيح البخاري ، ووفاء الوفاء ج ١ ص ٣١٩ و ٣٢١.