٨ ـ ويأتي موقف الرسول «صلىاللهعليهوآله» الحازم والحاسم ، الذي يقطع الطريق على أي تأويل ، ويسد على الآخرين منافذ التخلص والتملص من آثار هذه الفضيحة ..
بل إن ما قاله الرسول الأعظم «صلىاللهعليهوآله» قد أكد على عظمة جعفر ، وقذف بمناوئيه بعيدا عن ساحة الكرامة ، ليعيشوا في ظلمات الفشل والحسرة ، والندامة ..
٩ ـ ولا ندري إن كان عمر بن الخطاب هو المصدر الأساس لمقولة : «سبقناكم بالهجرة» ، إذ أظهرت النصوص : أنه كان هناك فريق كامل يتبنى هذه الفكرة ، ويروج لها ، ويشيعها ، حيث ستأتي الرواية عن أبي موسى الأشعري ، لتقول : «فكان أناس يقولون لنا (يعني أصحاب السفينة) : سبقناكم بالهجرة» (١).
الأشعريون .. هم المحور؟؟
روي عن أبي موسى الأشعري ، قال : لما بلغنا مخرج النبي «صلىاللهعليهوآله» ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين إليه ، أنا وإخوان لي ، أنا أصغرهم ، أحدهم أبو رهم ، والآخر أبو بردة ؛ إما قال : في بضع ، وإما قال : في ثلاثة أو اثنين وخمسين رجلا من قومي.
فركبنا سفينة ـ قال ابن مندة : حتى جئنا مكة ـ ثم خرجنا في بر حتى أتينا المدينة ـ فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٥ ومصادر أخرى ستأتي في الهامش التالي ، فانتظر.