ففعل ذلك «صلىاللهعليهوآله» ، فقد قال ابن إسحاق : «لما سمع أهل فدك بما صنع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأهل خيبر ، بعثوا إلى رسول الله يسألونه أن يسيرهم ويحقن لهم دماءهم ، ويخلون له الأموال ، ففعل. فكانت خيبر فيئا بين المسلمين ، وفدك خالصة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب».
وفي النص الثاني : أنهم عرضوا أن يجليهم ، فإذا كان أوان جذاذها جاؤوا فجذوها ، فأبى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يقبل ذلك ..
فما معنى : أن يصالحهم بعد ذلك على أن يكون لهم نصف الأرض بتربتها؟؟ فمن يرضى بالجلاء هل يعطي نصف الأرض بتربتها؟؟ ألا يعد ذلك سفها وتضييعا؟؟
بداية عن تزوير الحقائق :
ذكر الحلبي عن فدك : «أنه «صلىاللهعليهوآله» كان ينفق من فدك ، ويعود منها على صغير بني هاشم ، ويزوج منها أيمهم.
ولما مات «صلىاللهعليهوآله» ، وولي أبو بكر الخلافة ، سألته فاطمة «عليهاالسلام» أن يجعلها أو نصفها لها ، فأبى. وروى لها : أنه «صلىاللهعليهوآله» قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة» (١).
وقد أصر عمر بن الخطاب في حكايته لما جرى على هذا الأمر ، ونحن لا نستغرب أن يصر عمر على أن فدكا كانت فيئا للمسلمين ، ولرسول الله
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٥٠.