وعلى الوجدان ، والضمير الإنساني ..
فإن هذه القيم ليست مجرد وسائل وأدوات توصل إلى الغايات والأهداف ، بل هي وعي وخلق إنساني ، متمازج مع الحقيقة الإنسانية ، ومرتبط بالواقع الإيماني في العمق ..
هجرتان لمهاجري الحبشة :
قال أبو موسى الأشعري : ودخلت أسماء بنت عميس ، وهي في من قدم معنا يومئذ على حفصة زوج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه ، فدخل عمر على حفصة ، وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه؟
فقالت : أسماء بنت عميس.
فقال عمر : سبقناكم بالهجرة ، نحن أحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله».
قال : فغضبت ، وقالت : كلا والله يا عمر ، كنتم مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يطعم جياعكم ، ويعلم جاهلكم ، وكنا في دار (أو أرض) البعداء البغضاء بالحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله.
وأيم الله لا أطعم طعاما ، ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» وأساله ، والله لا أكذب ، ولا أزيغ ، ولا أزيد على ذلك.
فلما جاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قالت : يا نبي الله؟؟ إن رجالا يفخرون علينا ، ويزعمون : أنّا لسنا من المهاجرين الأولين.
فقال : «من يقول ذلك»؟
قلت : إن عمر قال : كذا وكذا.