التي تطلب في هذه الحياة الدنيا ..
والدليل على ذلك : أن الرسول «صلىاللهعليهوآله» لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، ولم يكن ليبخس الناس أشياءهم ، فيحكم بأن : استشهاد الشهداء ، وتحقيق انتصار بهذا الحجم العظيم ؛ أدنى قيمة أو يساوي في قيمته قدوم جعفر ، لمجرد كونه ابن عمه ، أو لكونه شجاعا ، أو صديقا ، أو نحو ذلك .. بل هو تعبير عن ميزان القيمة عند الله تعالى ، ووفقا للمعايير الإلهية الصحيحة ..
ولا نجد في جعفر أية خصوصية توجب منحه هذا الوسام ، إلا أنه ذلك الإنسان الإلهي ، الذي جسد حقائق الإسلام في عمق وجوده وذاته ، لتصبح تلك الحقائق عقله ، ووعيه ، وخلقه ، وحركته وموقفه ، ويصبح كل وجوده فانيا في الإسلام ، ويصبح كل الإسلام متجسدا فيه ..
ج : عودة ظفر :
ومع غض النظر عن ذلك كله نقول :
لا شك في أن جعفرا قد عاد ظافرا من بلاد كانت تدين بالنصرانية ، حيث استطاع أن يترك فيها أعظم الأثر حين أقنع ملك تلك البلاد بالدخول في الإسلام. ولا شك أيضا في أن إقناع ملك ـ يملك درجة عالية ومتميزة من المعرفة والبصر بالأمور تخوله أن يسوس أمة بأسرها ـ بأن يدخل في دين جديد يتعرض في تعاليمه وأحكامه لكل تفاصيل حياته وسلوكه ، وربما يؤثر على ما يتمتع به من امتيازات.
نعم ، إن اعتناقه لدين له هذه المواصفات يعتبر إنجازا عظيما ، إذا قورن