أيها المبعوث فينا |
|
جئت بالأمر المطاع (١) |
فإنها تدل على : أن التسمية بثنيات الوداع لم تحدث بعد خيبر ، بل كانت موجودة قبل هجرة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى المدينة.
ربما يكون نهيا تدبيريا :
.. لنفترض صحة رواية النهي عن المتعة وعن لحوم الحمر الإنسية في يوم خيبر ، فإننا نقول :
إن النهي عن ذلك ـ المتعة ـ لا بد أن يكون تدبيريا ، تماما كما كان النهي عن لحوم الحمر الإنسية تدبيريا أيضا ؛ لأنهم سوف يحتاجون إلى تلك الحمر من أجل الركوب ، ولحمل أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس.
فكما أن النهي عنها لم يكن نهي تحريم .. فكذلك الحال بالنسبة للنهي عن التزوج بنساء سوف يتركهن أزواجهن ليعودوا إلى بلادهم بعد قليل ، مع احتمال أن يحدث حمل لدى بعضهن ، فلا يعرف الأب بأن له ولدا ، ولا تستطيع الأم إبلاغ الأب بمولودها منه.
بل إنهم حتى لو تزوجوا بهن زواجا دائما ، وفي نيتهم طلاقهن أمام الشهود بعد يوم أو أيام مثلا ، ثم يسافرون عنهن إلى بلاد أخرى ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» سوف ينهاهم عن فعل ذلك ، لنفس السبب الآنف الذكر ، وهو الحفاظ على الأولاد ، الذين قد يتكونون من زواج كهذا ، مع عجز الأم
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٤١ و ٣٤٢ وعن الرياض النضرة ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٤ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٢ ص ٢٣٣ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٠٤ ووفاء الوفاء للسمهودي ج ١ ص ٢٤٤ وج ٤ ص ١١٧٢ و ١٢٦٢ ومصادر ذلك كثيرة.