كما أن اليهود قد غرتهم أيضا كثرتهم ، وحسن عدتهم ، ومناعة حصونهم ، ووفرة المال في أيديهم .. رغم أنهم قد رأوا ماذا كان مصير أهل العدة من المشركين ، وكذلك من إخوانهم الذين حاربوا النبي «صلىاللهعليهوآله» في بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، وقينقاع ، والنضير ، وغير ذلك ..
وقد كان نصيب هؤلاء وأولئك هو الفرار ، والهزيمة ، والبوار ، وظهر لهم جميعا ؛ أن كل شيء يعتمدون عليه سوى الله ما هو إلا يباب وسراب ، فلا شيء أكبر من الله ، ولا يصح الاعتماد إلا عليه ، ولا اللجوء إلا إليه.
وقد جاء هذا البيان الإلهي ، بهذه الطريقة الغيبية ، ليخاطب وجدان الإنسان وضميره ، ويجعل هذا الوجدان هو الطريق إلى القلب ، الذي يوظف المشاعر الإيمانية ، ونداء الفطرة ، وما يقدمه العقل من شواهد ودلالات في تمهيد السبيل إليه ، واقتباس الدليل الواضح عليه ..
لا سيف إلا ذو الفقار في خيبر أيضا :
ورووا أيضا : أن عليا «عليهالسلام» لما شطر مرحبا شطرين نزل جبرئيل من السماء متعجبا ، فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : ممّ تعجبت؟
فقال : إن الملائكة تنادي في صوامع جوامع السماوات :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلا علي (١) |
وذكر أحمد في الفضائل : أنهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم ،
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ٤٠ عن مشارق أنوار اليقين ، وراجع : حلية الأبرار للبحراني ج ٢ ص ١٦٢ وإحقاق الحق ج ٨ ص ٣١٩ ومجمع النورين ص ١٧٨ و ١٩٤.