عداد الأمور الإجرائية ، التي تزيل بقايا المخاوف ، بزوال ما تبقى من هيبة قوى الشرك والكفر في المنطقة بأسرها ..
وكل ذلك يشير : إلى قيمة منجزات حرب خيبر ، ودورها في إيصال الأوضاع إلى هذا الحد ، وكان قدوم جعفر ، ومن معه من أرض الحبشة هو التعبير الواضح عن هذه المرحلة ، وعن آثار هذا الحسم العسكري العظيم ..
ب : قدوم جعفر قيمة لا تضاهى :
وقد اعتبر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفس قدوم جعفر ، هو الأمر الذي لا يضاهى من حيث أهميته وقيمته ، وهو الموجب لفرحه «صلىاللهعليهوآله» بدرجة فرحه بفتح خيبر ، أو يزيد ..
ونفس القدوم هو المفرح للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولذلك لم يذكر أن سلامة جعفر مثلا ، هي سبب سروره ، ولا أشار لأي شيء آخر ..
كما أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يشر : إلى الذين كانوا مع جعفر في الحبشة ، وقدموا معه ..
فمجرد قدوم هذا الإنسان يوازي فتح خيبر ، أو هو أعظم وأهم من ذلك عند الله ورسوله .. مع أن ذلك الفتح قد استوجب جهدا وجهادا ، وقدّم فيه شهداء؟؟ كما أنه أعطى تلك النتائج العظيمة التي أشرنا إليها في الفقرة السابقة ..
وهذا يدلنا على : أن القيمة ـ كل القيمة ـ هي لجعفر من حيث هو إنسان إلهي خالص ، لا لقرابته النسبية وكونه ابن عم الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، ولا لفروسيته وشجاعته في الحرب ، ولا لأي شيء من المزايا