دبول (أي جدول ، أو نفق) لليهود تحت الأرض ، وأنهم سوف يخرجون منه ..
وربما تكون أيضا هي الأصل للرواية الأخرى التي تزعم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد سمم لهم المياه التي يشربون منها.
وللرواية الثالثة التي تقول : إنه «صلىاللهعليهوآله» قد رمى حصن النزار بكف من تراب فساخ ، ولم يبق له أي أثر. وذلك بعد قتال وحصار ..
وقد ذكرنا هذه الروايات في تضاعيف كلامنا ، في المواضع المناسبة ، وناقشناها هناك بما لاح لنا. والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..
علي عليهالسلام يفتح خيبر وحده :
إن النصوص المتقدمة تؤكد على : أن عليا «عليهالسلام» هو الذي فتح خيبر دون سواه. فقد ذكرت : أنه لما خرج أهل الحصن ، بقيادة الحارث أخي مرحب ، هاجموا أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» «فانكشف المسلمون ، وثبت علي» (١).
ويقول علي «عليهالسلام» مخاطبا يهوديا سأله عن علامات الأوصياء :
إنّا وردنا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مدينة أصحابك خيبر ، على رجال من اليهود وفرسانها ، من قريش وغيرها ، فتلقونا بأمثال الجبال ، من الخيل ، والرجال ، والسلاح ، وهم في أمنع دار ، وأكثر عدد ، كل ينادي ، ويدعو ، ويبادر إلى القتال ، فلم يبرز إليهم من أصحابي أحد إلا قتلوه.
حتى إذا احمرت الحدق ودعيت إلى النزال ، وأهمت كل امرئ نفسه ،
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٣ و ٦٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٢٥.