ببقائهم مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأن بعضهم ربما لا يكون مخلصا في اتباعه له «صلىاللهعليهوآله» ، بل كان يجري وراء الحصول على شيء من حطام الدنيا.
ولعل ما يشير إلى ذلك أنها صرحت بأن بعض هؤلاء كان يبحث عن الطعام والغنائم وغير ذلك من المنافع ، التي هيأها لهم قربهم من النبي «صلىاللهعليهوآله».
ولذلك قالت له : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كان يطعم جائعهم ، ويعلم جاهلهم ..
وأما الذين لا مجال للشك في إخلاصهم ، فهم الذين لم يكونوا يتوقعون شيئا من ذلك ، وهم أولئك الذين كانوا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة ، ولا غاية لهم إلا رضا الله تعالى ، ورضا رسوله «صلىاللهعليهوآله» ..
بل إن بعض هؤلاء قد مارس أبشع أنواع الجرائم في سياق غصبه لمقامات جعلها الله تعالى لأهلها ولم يكن اولئك الغاصبون من أهلها.
٦ ـ ولعل أسماء قد شعرت : بأن وراء الأكمة ما وراءها ، فإن هذا الموقف من عمر لم يكن بلا سبب ، فآثرت أن تطلع النبي «صلىاللهعليهوآله» عليه ، لتشارك في إفشال أمر ربما يكون قد بيّت بليل ..
٧ ـ واللافت هنا : حلفها لعمر : أنها سوف تكون في نقلها لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» غاية في الدقة ، ربما لتضيع على المتضررين من ذلك فرصة التشكيك في سلامة النقل ، ليجدوا من خلال هذا التشكيك السبيل إلى إبطال تبعات هذا التصرف. ولعلهم يتمكنون من مواصلة مشروعهم ، الذي أرادوا لهذه المبادرة أن تكون إحدى خطواتهم إليه.