وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ)(١) فرفع أمرهم إلى ملك فارس. فقال تبركوا بهذا اليوم ورشوا بعضكم بعضا فيه بالماء وكان ذلك اليوم يوم النوروز فصارت سنة إلى هذا اليوم.
وقال على بن حمزة الأصفهانى فى كتاب أعياد الفرس أن [ق ٢٢٤ ب] أول من أتخذ النوروز جمشيد وقيل جمشاد أحد ملوك الفرس الأول ومعنى النوروز وهو اليوم الجديد ، والنوروز عند الفرس يكون يوم الأعتدال الربيعى كما أن المهرجان أول الأعتدال الخريفى ويزعمون أن النوروز أقدم من المهرجان ويقولون أن المهرجان كان فى أيام أفريدون وأنه أول من عمله وذلك لما قتل الضحاك وهو بيورانيب فجعل يوم قتله عيدا وسماه المهرجان ، وكان حدوثه بعد النوروز بألفى سنة.
وقال ابن وصيف شاه فى ذكر منادش بن منقاوش أحد ملوك القبط فى الدهر القديم وهو أول من عمل النوروز بمصر وكانوا يقيمون سبعة أيام يأكلون ويشربون إكراما للكواكب السبعة.
وقال ابن رضوان : ولما كان النيل هو السبب الأعظم فى عمارة أرض مصر رأى بعض ملوك مصر أن يجعل أول السنة أول الخريف عند استكمال [ق ٢٢٥ أ] النيل فجعل أول شهورهم توت بابه على ترتيب الشهور القبطية.
وقال ابن زولاق : وفى هذه السنة يعنى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة منع أمير المؤمنين المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النيروز فى السكك ، ومن صب الماء يوم النوروز ورأى من فعل ذلك فضربوا وطيف بهم على الجمال.
وقال ابن المأمون في تاريخه وحل موسم النوروز فى اليوم التاسع من رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة وكان يحتمل فى يوم النوروز لأكابر مصر من القبط وغيرهم من أصناف البطيخ والرمان وتمرا جين الموز وأفراد البر وأقفاس الثمر القوس ومشتاب السفر جل وقدور الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ولحم الضأن ولحم البقر من كل لون قدره ومعهم بطط الجلاب وغير ذلك.
وقال القاضى الفاضل فى متجددات سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ولما كان يوم النوروز وهو مستهل توت أول السنة [ق ٢٢٥ أ] القبطية وكان فى الأيام الماضية والدول الخالية من
__________________
(١) ٢٤٣ م البقرة : ٢.