النوروز [ق ١٣٧ أ] واستمر الأمر حتى ولي الخلافة المعتضد بالله فاغتنا بما فعله المتوكل في تأخير النوروز غير أنه نظر ، فإذا المتوكل قد أخذ ما بين سنته وبين أول تاريخ ملك يزدجرد ملك الفرس ، فجاء المعتضد بالله أخذ ما بين سنته وبين السنة التي زال فيها ملك الفرس بهلاك يزدجرد ظنا أن إهمالهم أمر الكبيس من ذلك الوقت فوجده مايتي سنة وثلاث وأربعين سنة ووجد حصتها من الأرباع ستين يوما وكسر ، فرد ذلك على النوروز في سنته ويجعله منتهي تلك الأيام وهو من خرداد ماءه في تلك السنة ، وكان يوم الاربعاء ووافقه اليوم الحادي عشر من حزيران. ثم وضع النموروز علي شهور الروم لتكبس شهوره إذا كبست الروم شهورها. وقال القاضي أبو الحسن المخزومي في كتاب المنهاج في علم الخراج والسنة الخراجية مركبة علي حكم السنة الشمسية لأن السنة الشمسية ثلاثمائة خمسة وستون يوما وربع يوم وترتب المصريون [ق ٣٢٧ ب] سنتهم علي ذلك ليكون إذا الخراج عند إدراك الغلات من كل سنة وواقفها السنة القبطية لأن أيام شهورها ثلاثمائة وستون يوما وتبيعها خمسة أيام النسبي وربع يوم مضي مسري ، وفي كل أربع سنين يكون أيام النسبي ستة أيام لينجبر الكسر ويسمون تلك السمة كبيسة ، وفي كل ثلاث وثلاثين سنة يسقط سنة فيحتاك إلي نقلها لأجل الفضل بين السنين الشمسية والسنين الهلالية ، لأن السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم والسنة الهلالية ثلاثمائة وأربع وخمسون يوما وكسر ، ولما كان الأمر كذلك احتاج إلي استعمال النقل الذي يطابق به أحدي السنين ، وقد قال زبو الحسن المذكور عهدت جباية أموال الخراج في السنين الذي قبل سنة إحدي وأربعين ومائتين من خلافة أمير المؤمنين المتوكل يجري كل سنة في السنة التي بعدها بسبب تأخير الشهور الشمسية عن الشهور القمرية في كل سنة أحد عشر يوما وربع [ق ٢٣٨ أ] يوم زيادة الكسر عليه فلما دخلت سنة أثنين وأربعين ومائتين كان قد انقضي من السنين التي قبلها ثلاثة وثلاثون سنة أولهم سنة ثمان وماذتين من خلافة المأمون واجتمع من هذا المتاجر فيها أيام السنة الشمسية كاملة وهي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم وزيادة الكسر ونهايات إدراك الغلات المتحصلة في سنة إحدي وأربعين ومائتين في صدر سنة أثنين وأربعين ومائتين ، فعند ذلك أمر المتوكل بالغاء ذكر سنة إحدي وأربعين وماذتين إذ كانت قد انقضت وكسب الخراج إلي سنة أثنين وأربعين ومائتين فجرت الأعمال على ذلك سنة بعد سنة إلي أن انقضت ثلاثة وثلاثون سنة آخرهن انقضاء سنة أربع وسبعين وماذتين.
وقال القاضى الفاضل في متجددات سنة سبع وستين وخمسمائة ومن خطة نقلت نسخة