فقالأن بهابركة محفوفة بالمفترحات والمناظر |
|
مرتاح إليها النفوس وتقر بها النواظر |
فقلت له عزيمة مني عليك |
|
إلا ما وصفت لي هذه البركة |
وتراها حتي كأني أشاهد |
|
ها بالسمع قبل أن أراها |
فقال : وما عسي أقول في بركة أنيقة المنظر ، صافية المخبز أرضها كالعنبر وعرضها كالمسك الأدفر قصورها عالية وعرف عرفها عالية بنتها خضل ونسيمها معتدل أرجاؤها وارج ريحها فياح ينتفع به العليل ويشفى به الغليل وماؤها منبجس وهو أوها غير محنبس يعشق السحاب حسنها المفرد ويمشي عليها وهو مقيد الفت دوميتها عيون أعيان الزمان وانقادت إليها شوارد القلوب بغير عجان كأبي أراها حين سعى الناس إليها من كل مكان في ليلة أحرقت مردت الهموم بشهب من نيران النقط كالنجوم الدجوم [ق ٢٥٣ أ] فبينما الناس في لهو وفرح وبسط من الأمن ومرح ، وإذا طلع فلك سماء الماء فلكا تحمل أشجارا من نار ، يقذف النفط منها أنواعا من الأزهار من مفضفض ومذهب ، ومذنع من ألوان اللهب واسهم تنسب مع أصابتها إلي الخطأ وضوء شمس يكشف عن وجه الظلام الغطا في ليلة ينجاب عن وجهها الظلام كما قال فيها المصنف مضمنا لأبي تمام بشعر :
تاه الأنام بجنح الليل فأتخذوا |
|
لهم دليلا لذا الظلماء من اللهب |
حتي كان جلابيب الدجي رغبت |
|
عن لونها وكان الشمس لم تعب |
فيالها من ليلة أسفرت قبل |
|
الصبح عن وجه النهار |
وأشبه زهر الياسمين في |
|
روضة النفط بها البهار |