حساس وكبير ، ربما تأخذ الناس الشبهات والأوهام فيه يمينا وشمالا ، أو كلما أراد أن يعالج أمرا يشكّل خطرا على إيمان الناس ، فإنك تجد المعجزة أو الكرامة تظهر لهم ، وتضبط حركتهم ، وتعطيهم السكينة والطمأنينة ، وتعيدهم على حالة التوازن ، وهي من مظاهر رحمة الله تعالى بهم.
وقضية السدرة التي انفرجت لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» تأتي في هذا السياق. فهي أمر صنعه الله تعالى لنبيه «صلىاللهعليهوآله» ، لكي تتهيأ القلوب لتقبّل الإجراء الذي سيتخذه في أمر الغنائم ، فلا يعطي منها الأنصار ، ويخص بها المؤلفة قلوبهم. فإنه أجراء سيكون قاسيا على المسلمين ، الذين يرون أنهم أحق بها من كل أحد ، لأنهم تحملوا أعباء الأسفار ، ولاقوا الأهوال والأخطار في حروب أثارها ضدهم نفس هؤلاء الذين يأخذون غنائمها الآن ، كما تؤخذ الغنيمة الباردة.
فإذا رأى هؤلاء هذه المعجزة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ثم بقيت آثارها ماثلة أمامهم ، ويرونها بأعينهم ، ويتحسسونها بكل جوارحهم ، فإن ذلك سيسهل عليهم قبول ذلك القرار الذي سيكون في غاية الصعوبة عليهم ، حيث سيشعرون في أجواء هذه المعجزة أنه ليس قرارا من شخص الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، بقدر ما هو قرار إلهي حكيم ، وإن لم يعرفوا وجه الحكمة فيه ..
٢ ـ إن ما ذكرته الرواية : من انه «صلىاللهعليهوآله» قد اقتحم السدرة وهو في وسن النوم مما لا يمكن قبوله .. فإن قائل ذلك إنما يتحدث عن حدس وتخمين ، لا عن حس ويقين .. فإن المفروض : أنهم يسيرون في ظلمة الليل ، فكيف رأى ذلك الشخص هذا الوسن في عين رسول الله «صلى الله