وقدّم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بين يديه خالد بن الوليد في ألف من أصحابه إلى الطائف ، فأتى خالد الطائف ، فنزل ناحية من الحصن ، وقامت ثقيف على حصنها بالرجال والسلاح.
ودنا خالد في نفر من أصحابه ، فدار بالحصن ، ونظر إلى نواحيه ، ثم وقف في ناحية من الحصن فنادى بأعلى صوته : ينزل إلي بعضكم أكلمه ، وهو آمن حتى يرجع ، أو اجعلوا لي مثل ما جعلت لكم ، وأدخل عليكم حصنكم أكلمكم.
قالوا : لا ينزل إليك رجل منا ، ولا تصل إلينا.
وقالوا : يا خالد ، إن صاحبكم لم يلق قوما يحسنون قتاله غيرنا.
قال خالد : فاسمعوا من قولي ، نزل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأهل الحصون والقوة بيثرب ، وخيبر ، وبعث رجلا واحدا إلى فدك ، فنزلوا على حكمه.
وأنا أحذركم مثل يوم بني قريظة ، حصرهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أياما ، ثم نزلوا على حكمه ، فقتل مقاتلتهم في صعيد واحد ، ثم سبى الذرية ، ثم دخل مكة فافتتحها ، وأوطأ هوازن في جمعها ، وأنتم في حصن في ناحية من الأرض ، لو ترككم لقتلكم من حولكم ممن أسلم.
قالوا : لا نفارق ديننا.
ثم رجع خالد بن الوليد إلى منزله (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٢ و ٣٨٣ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١٠ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٢.