التي تخترق تلك الدبابات ، وتصل إلى من فيها فتؤذيهم.
ونشروا الحسك حول الحصون ، وهي أوتاد من الخشب تزرع في ساحة المعركة بكثافة ، فلا تتمكن الخيل من الجولان فيها ، وهي بمثابة عراقيل وموانع مؤثرة في ردع العدو عن التفكير بالمباغتة السريعة ، وتوجيه الضربات الخاطفة ، التي من شأنها أن تزعزع ثبات الطرف الآخر ، وتشوش تفكيره وتشل حركته ، وتوزع اهتماماته ، وتؤثر عليه من الناحية النفسية.
كما أنه قد استفاد من المنجنيق الذي يجعل العدو حتى وهو في حصونه يترقب الكارثة ، ويخشاها ، ليس على نفسه كمقاتل وحسب ، وإنما هو يخشى أن تصيبه في أهله ، وولده ونسائه ، وكل ما ومن يتعلق به.
ويرى أن هذا الحصن الذي وضع نفسه في داخله غير قادر على حمايته ، ولا يستطيع أن يتترس بأحد ، ويصبح همّ كل مقاتل هو ان يجد لنفسه ولأهله موضعا آمنا.
وهذا يسقط النظرية ، التي أطلقها أهل الطائف ، والخطة التي اعتمدوها في أول الأمر ، والتي تقول :
إنهم قادرون على تحمل الحصار لمدة سنة كاملة ، لأن أقواتهم معهم. فقد ظهر لهم : أن مجرد تحمل الحصار شيء ، وتحمل الخطر الداهم ، والعيش في محيط الرعب والخوف الدائم شيء آخر ، وهم قد خططوا للحصار ، لا لسواه ..
ولم تعد الحرب سجالا بينهم وبين الطرف الآخر. بل أصبحت حربا من طرف واحد ، حيث لم يعد المسلمون بحاجة للإقتراب من الحصن ، لتنالهم نبال أهله .. ولا كان أهل الحصن يقدرون على أية مناورة من شأنها