وله مكانته الرفيعة ، وأثره العظيم في حفظ المذهب ، وفي الذب عنه ، وفي ترويجه ، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير جزاء وأوفاه.
غير أن علينا أن لا ننسى أنه «رحمهالله» كان يعيش في بغداد ، عاصمة الخلافة العباسية. وكان أسلاف الحكام في بغداد ، هم الذي دبروا لارتكاب جرائم قتل الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم .. وسجل لنا التاريخ عنهم أمورا هائلة تظهر : أن العباسيين كانوا أشد على أهل البيت وشيعتهم من الأمويين. وفي كتابنا الحياة السياسية للإمام الرضا «عليهمالسلام» ، نبذة صالحة لإعطاء الانطباع عن فظاعة هذا الأمر ، وعمقه ، ومداه.
وفي إلماحة إلى ذلك هنا نقول :
إن الإمام الحسين «عليهمالسلام» ، لم يعش في زمن العباسيين ، ولا حاربهم ، بل هو قد قضى شهيدا مظلوما بسيوف أعدائهم الأمويين ، وقد حاول العباسيون أن يستفيدوا من مظلوميته هذه في حركتهم المناهضة لبني أمية ، فرفعوا شعار الأخذ بثاراتته «عليهالسلام» ..
كما أن مما لا شبهة فيه : أن الإمام الحسين «عليهالسلام» هو أقدس رجل مشى على وجه الأرض بعد جده النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأبيه علي وأخيه الحسن «عليهماالسلام».
ومع ذلك ، فإن العباسيين قصدوا قبره «عليهالسلام» بالهدم ، وحرثوه ، وقطعوا الشجر من حوله .. وهو ما فعله المنصور العباسي ، والرشيد والمتوكل و .. كما أنهم قد قطعوا السبل لمنع الناس من الوصول إلى كربلاء لزيارة القبر الشريف ، وعاقبوا زواره بأشد العقوبات ، حتى بالقتل ..
فإذا كان هذا هو موقفهم من قبر الحسين! «الشهيد»! ومن زوار ذلك