ولا دفنه ، بل رجع أهل السقيفة إلى المسجد ، وطرقوا الباب على علي «عليهالسلام» ، بعد فراغه من دفن النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وكانت زوجته فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» وراء الباب عند القبر ، وكأنها تودع أباها بدموعها وبكلماتها الأخيرة ، فسألت : من الطارق؟! وإذ بهم يقتحمون عليها الباب بعنف ، فعصروها بين الباب والحائط ، فصرخت ، وأسقطت جنينها ..
فسمع علي «عليهالسلام» صوتها ، فبادر المهاجمين ، فهربوا ، وخلوها ، وكل ذلك قد جصل في ثوان معدودة. وانصرف علي «عليهالسلام» لإسهاف سيدة النساء ، وبقي معها إلى الصباح ، وهم مكتنفون باب داره ، وجاء أبو بكر في الصباح إلى المسجد ، وجلس على المنبر ، وصار الناس يبايعونه.
ولعل الزبير تسلل في هذه الفترة إلى داخل بيت علي «عليهالسلام» ..
وجاء عمر ، وخالد ، وأسيد بن حضير ، ومعاذ بن جبل ، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي ، وسلامة بن وقش ، وقنفذ ، والمغيرة في عصابة آخرين إلى بيت الزهراء وعلي «عليهماالسلام». وجاؤوا بالحطب ، وأضرموا النار بباب فاطمة «عليهالسلام».
ولعل الزبير خرج إليهم في تلك اللحظة ، فأخذوا سيفه فضربوا به الحجر فكسروه. ثم اقتحموا البيت على علي «عليهالسلام» ، وحاولت «عليهاالسلام» أن تدفعهم مرة أخرى ، فضربوها ، ودخلوا وأخرجوه ملببا ، لكي يبايع ، فخرجت خلفه ، فضربوها أيضا ، وأرجعها سلمان إلى البيت بأمر من علي «عليهالسلام». ثم ترك علي «عليهالسلام» .. فعاد إلى البيت.