وبعد ثمانية أيام أخذت منها فدك ، وتعرضت للضرب مرة أخرى أيضا ..
وكانت قد دخلت إلى المدينة ليلة الثلاثاء بعد دفن النبي «صلىاللهعليهوآله» مباشرة ، وهي بلد صغير الحجم ، قليل عدد السكان ـ دخلت إليها عدة ألوف من المقاتلين ، من قبائل النفاق التي كانت حول المدينة ، ولا سيما قبيلة أسلم ، فقوي بهم جانب أبي بكر ، وأيقن عمر بالنصر ، واختبأ المؤمنون في بيوتهم ، وهم قلة قليلة جدا ، وصار عمر وجماعة معه يدورون على البيوت ، والناس يدلونهم عليهم ، فيقولون لهم : في هذا البيت يوجد اثنان. وفي ذاك يوجد ثلاثة ، أو واحد أو أكثر ، فيقتحمون عليهم البيوت ، ويخرجونهم بالقوة ، ويسحبونهم إلى المسجد للبيعة ..
ولم يكن مع علي «عليهالسلام» في بيته من يصول به على المهاجمين ، أو من ينتصر به. ولو أنه أبدى أدنى مقاومة لهم ، لم يبق مؤمن في المدينة على قيد الحياة ، لأن السكك كانت مشحونة بالمقاتلين ، ولا يستطيع أحد أن يظهر رأسه منها ، فضلا عن أن يتمكن من الإلتحاق بعلي «عليهالسلام» لنصرته ، أو ليقاتل معه .. ولو أن تلك الثلة القليلة من المؤمنين قتلت فعلى من سيتأمر علي «عليهالسلام»؟!
٣ ـ قال أبو بكر : إنه أشفق من الفتنة ، مع أن الحقيقة هي : أنه لو ترك هذا الأمر ، لكي يعمل فيه وفق توجيهات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لم يبق مكان للفتنة.
ولو أنهم لم يتهموا رسول الله بالهجر ، ولو أطاعوه في الخروج في جيش أسامة ، ولو تركوه يكتب لهم الكتاب الذي لن يضلوا بعده ، ولو أنهم تركوه ينصب لهم أمير المؤمنين «عليهالسلام» يوم عرفة .. ولو لم يستأثر أبو بكر