بأشجعهم ، وأعزهم.
وكيف أيقن بالنصر عند بيعتهم ، ولم يتيقن حينما صفقت الأنصار بالبيعة لهم؟
نعم قد يكون الراوي ، وهو أبو بكر بن محمد الخزاعي أراد أن يباهي بقومه ، ويكتسب لهم نوالا بذلك» (١).
ونقول :
إن هذا الكلام لا يمكن قبوله ، وذلك لما يلي :
أولا : لم يدّع أحد أن بني أسلم كانوا أكثر العرب فرسانا ، وأشجعهم ، وأعزهم ، بل قالت الرواية : إن حضورهم قد أعطى جانب أبي بكر قوة في الموقف ، حتى أيقن عمر بالنصر على أولئك الممتنعين عن البيعة لأبي بكر ، أو يتوقع امتناعهم عنها ، ممن يعيشون في المدينة من الأنصار ، أو من بني هاشم.
ولم يكن إخضاع المخالفين لأبي بكر في داخل المدينة يحتاج إلى أن تكون القبيلة اكثر العرب فرسانا ، أو أشجعهم ، وأعزهم .. لا سيما مع علم أبي بكر وعمر بوصية النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» ، بأن لا يقاتل المعتدي على حقه ، إلا إذا وجد أنصارا يقدرون على إنجاز النصر ..
بل كان يكفي أبا بكر بضعة مئات من الرجال لفرض إرادته على المدينة بأسرها .. وهي البلد الصغير ، والمنقسم على نفسه.
علما بأن الكثرة تغلب الشجاعة .. فكيف إذا كان مناصروه من الكثرة
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢٨ هامش ص ٣٣٥ و ٣٣٦.