أيضا ، فقال : «وقد جاءت الرواية : أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع ، جاء رجل إلى أمير المؤمنين «عليهالسلام» وهو يسويّ قبر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بمسحاة في يده ، فقال له : إن القوم قد بايعوا أبا بكر ، ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم ، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم الأمر.
فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (١)» (٢).
٢ ـ إننا لا ننكر ان يكون أناس من الأنصار وبعض من المهاجرين ممن لا حول لهم ولا قوة قد بقوا في المسجد ، أو على مقربة منه ، وأن يطلب هؤلاء أو أولئك من علي «عليهالسلام» أن ينالوا شرف المشاركة في مراسم دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فيشركهم «عليهالسلام» في ذلك ..
في حين أن الطامحين والطامعين لم يكترثوا لموت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بل تجمعوا واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لابتزاز هذا الأمر من صاحبه الشرعي على حين غفلة ، حيث كان مشغولا بتجهيز ودفن خير خلق الله «صلىاللهعليهوآله» ..
__________________
(١) الآيات ١ ـ ٤ من سورة العنكبوت.
(٢) البحار ج ٢٢ ص ٥١٨ ـ ٥٢٠ وج ٢٤ ص ٢٣٠ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ١٤٩ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٨٩.