بن العباس ، فلما فرغ «عليهالسلام» من غسله كشف الإزار عن وجهه ، ثم قال : بأبي وأمي ، طبت حيا ، وطبت ميتا ، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك ، من النبوة ، والأنبياء ، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء.
ولو لا أنك أمرت بالصبر ، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك الشؤون ، ولكان الداء مما طلا ، والكمد محالفا ، وقلّا لك ، ولكنه ما لا يملك رده ، لا يستطاع دفعه.
ثم أكب عليه فقبل وجهه والإزار عليه (١).
والشؤون : هي منابع الدمع في الرأس.
ونقول :
قد يقال : إن عليا «عليهالسلام» ذكر أن امتناعه عن إنفاذ ماء الشؤون عليه ، لأن ذلك يعد جزعا ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» قد أمر بالصبر ، ونهى عن الجزع.
مع أن ثمة نصا آخر مرويا عنه «عليهالسلام» يخالف هذا المعنى ويدل على أنه لا مانع من الجزع عليه «صلىاللهعليهوآله» ، حيث يقول : «إن الصبر لجميل إلا عنك ، وإن الجزع لقبيح إلا عليك» (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٢٢٨ والأمالي للمفيد ص ٦٠ و (نشر دار المفيد) ص ١٠٣ والبحار ج ٢٢ ص ٣٢٧ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢٧ و ٥٤٢ والأنوار البهية ص ٤٥ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢ ص ١٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٤ وتمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص ٤٨٨.
(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٤ ص ٧١ البحار ج ٧٩ ص ١٣٤ ودستور معالم ـ