ما ترى في المقام بمنى بعد ما ينصرف الناس؟ فقال : ان كان قد قضى نسكه فليقم ما شاء ، وليذهب حيث شاء».
وحينئذ فمتى أراد الرجوع للوداع فقد ذكر بعض الأصحاب انه يستحب امام العود إلى مكة صلاة ست ركعات بمسجد الخيف واستدل على ذلك بما تقدم في الموضع الخامس من رواية على بن أبي حمزة ، أو أبي بصير من قوله عليهالسلام «صل ست ركعات في مسجد منى في أصل الصومعة ، وهذه الرواية لا اشعار فيها باستحباب الصلاة امام العود كما ذكروه ، بل ظاهرها استحباب هذه الصلاة في هذا الموضع ، أى وقت كان ثم انه بعد العود إلى مكة يستحب له دخول الكعبة ، ويتأكد في حق الصرورة.
روى في الكافي عن على بن خالد (١) عمن حدثه عن ابى جعفر عليهالسلام قال : كان يقول : الداخل الكعبة يدخل والله راض عنه ، ويخرج عطلا من الذنوب».
وعن ابن القداح (٢) عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام قال : سألته عن دخول الكعبة قال : الدخول فيها دخول في رحمة الله ، والخروج منها خروج من الذنوب ، معصوم فيما بقي من عمره ، مغفور له ما سلف من ذنوبه».
وروى في الفقيه (٣) مرسلا قال : «وقال عليهالسلام من دخل الكعبة بسكينة وهو ان يدخلها غير متكبر ولا متجبر غفر له».
واما ما يدل على تأكده في حق الصرورة فهو ما رواه ثقة الإسلام في الصحيح عن سعيد الأعرج (٤) عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : «لا بد للصرورة أن يدخل الكعبة قبل ان يرجع» الحديث.
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٥٢٧.
(٢) الكافي ج ٤ ص ٥٢٧.
(٣) الفقيه ج ٢ ص ١٣٣.
(٤) الكافي ج ٤ ص ٥٢٩.