أما لو قد بعث محمد (صلىاللهعليهوآله) ليخرجنكم من ديارنا وأموالنا فلما بعث الله محمدا (صلىاللهعليهوآله) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود ، وهو قول الله عزوجل (١) «وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ».
الفصل السادس : روى ثقة الإسلام في الكافي في الصحيح عن زرارة (٢) عن أبى جعفر عليهالسلام «قال حج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقام بمنى ثلاثا يصلى ركعتين ، ثم صنع ذلك أبو بكر ، ثم صنع ذلك عمر ، ثم صنع ذلك عثمان ستة سنين ثم أكملها عثمان أربعا فصلى الظهر أربعا ثم تمارض ليشد بذلك بدعته ، فقال للمؤذن : اذهب الى على (عليهالسلام) ، فقل له فليصل بالناس العصر فأتى المؤذن عليا (عليهالسلام) فقال له ان أمير المؤمنين عثمان يأمرك أن تصلى بالناس العصر فقال : اذن لا أصلي إلا ركعتين كما صلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذهب المؤذن فأخبر عثمان بما قال على (عليهالسلام) فقال : اذهب اليه وقل له : انك لست من هذا في شيء فصل كما تؤمر فقال (عليهالسلام) لا والله لا أفعل فخرج عثمان فصلى بهم أربعا فلما كان خلافة معاوية واجتمع الناس عليه ، وقتل أمير المؤمنين (عليهالسلام) ، حج معاوية ، فصلى بالناس بمنى ركعتين الظهر ثم سلم ، فنظرت بنوا أمية بعضهم الى بعض وثقيف ومن كان من شيعة عثمان ثم قالوا : قد قضى على صاحبكم وخالف وأشمت به عدوه ، فقاموا فدخلوا عليه فقالوا أتدري ما صنعت ما زدت على ان قضيت على صاحبنا وأشمت به عدوه ورغبت عن صنيعه وسنته ، فقال : ويلكم أما تعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صلى في هذه المكان ركعتين ، وأبو بكر وعمر وصلى صاحبكم ست سنين كذلك ، فتأمروني أن ادع سنة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وما صنع أبو بكر وعمر وعثمان قبل أن يحدث فقالوا : لا والله ما نرضى عنك الا بذلك قال : فأقيلوا فانى مشفعكم وراجع الى سنة صاحبكم ، فصلى العصر أربعا فلم يزل الخلفاء والأمراء على ذلك الى اليوم».
أقول : وما اشتمل عليه هذا الخبر من هذه البدعة التي من عثمان مما قد رواها
__________________
(١) سورة البقرة الآية ـ ٨٩.
(٢) الكافي ج ٤ ص ٥١٨.