بنبيه صلىاللهعليهوآله الى سماواته السبع اما أوليهن فبارك عليه والثانية علمه فرضه ، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور ، كانت محدقة بعرش الله ، تغشى أبصار الناظرين ، أما واحدا منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة ، وواحد منها ابيض فمن أجل ذلك ابيض البياض ، والباقي على ساير عدد الخلق من النور والألوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة ثم عرج به الى السماء فنفرت الملائكة الى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت : سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل عليهالسلام : الله أكبر الله أكبر ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي صلىاللهعليهوآله أفواجا وقالت : يا محمد كيف أخوك؟ إذا نزلت فاقرأه السلام قال النبي صلىاللهعليهوآله : أفتعرفونه؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا وانا لنتصفح وجوه شيعته كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة وانا لنصلي عليك وعليه ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه نور الاول وزادني حلقا وسلاسل.
وعرج بى الى السماء الثانية ، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة الى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل : أشهد ان لا اله الا الله ، أشهد أن لا اله الا الله فاجتمعت الملائكة وقالت : يا جبرئيل من هذا معك؟ قال : هذا محمد صلىاللهعليهوآله قالوا : وقد بعث؟ قال : نعم ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : فخرجوا الى شبه المعانيق (١) فسلموا على وقالوا : اقرأ أخاك السلام فقلت : أتعرفونه؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا ، وانا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة ، قال : ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الاولى.
ثم عرج بى الى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا وقالت سبوح
__________________
(١) المعانيق جمع المعناق : الفرس الجيد العنق ـ بفتحتين ـ وهو ضرب من السير للدابة والإبل ، وقولهم : انطلقنا الى الناس مما نيق اى مسرعين.