بذلك ابن عمى حين هبطت الأرض وأديت الرسالة والحمد لله على ذلك ، كما حمده النبيون وكما حمده كل نبي قبلي ، وما هو خالقه الى يوم القيمة.
٣٤ ـ وباسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي عن على بن موسى الرضا عليهالسلام عن آبائه عن على عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول في آخره : وانه لما عرج بى الى السماء اذن جبرئيل مثنى مثنى ، ثم قال : نقدم يا محمد ، فقلت : يا جبرئيل أتقدم عليك؟ قال : نعم ، لان الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين ، وفضلك خاصة ، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر فلما انتهيت الى حجب النور قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد ان هذا انتهاء حدى الذي وضعه الله لي في هذا المكان ، فان تجاوزته احترقت أجنحتى لتعدى حدود ربي جل جلاله ، فزج بى زجة (١) في النور حتى انتهيت الى حيث ما شاء الله عزوجل في ملكوته ، فنوديت : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلى فتوكل فانك نوري في عبادي ، ورسولي الى خلقي ، وحجتي في بريتي ، لمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن عصاك وخالفك خلقت ناري ، ولاوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي ، فقلت : يا رب ومن أوصيائى؟ فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق العرش فنظرت وانا بين يدي ربي الى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر ، مكتوب عليه اسم كل وصى من أوصيائى ، أولهم على بن أبى طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت يا رب أهؤلاء أوصيائى من بعدي؟ فنوديت : يا محمد هؤلاء أوليائى واحبائى وأصفيائى وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصيائك وخلفائك وخير خلقي بعدك ، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائى ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له الرقاب الصعاب ، ولأرقينه في الأسباب ، ولأنصرنه بجندي ، ولا مدنه بملائكتى ، حتى
__________________
(١) زج بالشيء : رمى به. وفي المصدر «زخ بى زحة» بالخاء وهو أيضا بمعناه ، قال الجزري في النهاية : في الحديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار اى دفع ورمى.