١٩٤ ـ حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدثنا موسى بن عمران قال : حدثني الحسن بن يزيد عن اسمعيل بن مسلم قال : جاء رجل الى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام وانا عنده فقال : يا بن رسول الله (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وقوله : (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقال : نعم ليس لله في عباده امر الا العدل والإحسان ، فالدعاء من الله عام والهدى خاص ، مثل قوله : (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ولم يقل ويهدى جميع من دعا (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
١٩٥ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية ان عثمان بن مظعون قال : كنت أسلمت استحياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله لكثرة ما كان يعرض على الإسلام ولم يقر الإسلام في قلبي ، فكنت ذات يوم عنده حال تأمله فشخص بصره نحو السماء كأنه يستفهم شيئا فلما سرى عنه ، سألته عن حاله : فقال نعم بينا انا أحدثكم إذا رأيت جبرئيل في الهواء أتانى بهذه الآية (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) وقرأها الى آخرها ، فقر الإسلام في قلبي وأتيت عمه أبا طالب فأخبرته ، فقال : يا آل قريش اتبعوا محمدا ترشدوا ، فانه لا يأمر كم الا بمكارم الأخلاق ، وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : ان كان محمد قاله فنعم ما قاله ، وان قاله ربه فنعم ما قال ، فأنزل الله : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلاً) يعنى قوله نعم ما قال ، ومعنى قوله : «واكدى» انه لم يقم على ما قاله وقطعه.
١٩٦ ـ وعن عكرمة قال : ان النبي صلىاللهعليهوآله قرء هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال : يا بن أخى أعد فأعاد ، فقال : ان له حلاوة ، وان عليه لطلاوة ، وان أعلاه لمثمر ، وان أسفله لمغدق (١) وما هو قول البشر.
١٩٧ ـ في روضة الواعظين (ره) وقال صلىاللهعليهوآله : جماع التقوى في قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ).
__________________
(١) الطلاوة : الحسن والبهجة. والغدق من الغدق المطر الكثير ـ العلم.