أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن اليسع البغداديّ القاري ـ ساكن أنطاكية ، قدم علينا بغداد ـ حدّثنا الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن فيل البالسي ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن حبيب لوين ، حدّثنا سويد ابن عبد العزيز عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليلة أسرى بي إلى السماء ، وانتهيت فرأيت ربي عزوجل بيني وبينه حجاب بارز ، فرأيت كل شيء منه ، حتى رأيت تاجا مخوصا من لؤلؤ» (١).
قال أبو العلاء : حدّثنا ابن اليسع بهذا الحديث في جملة أحاديث كثيرة بهذا الإسناد ثم رجع عن جميع النسخة وقال : وهمت إذ رويتها عن ابن فيل ، وإنما حدّثني بجميعها قاسم بن إبراهيم الملطي عن لوين.
قال لنا التنوخي : سألت عبد الله بن محمّد بن اليسع الأنطاكي عن مولده فقال : ولدت سنة ثلاثمائة.
سألت الأزهري عن ابن اليسع القاري فقال : ليس بحجة ، كنت تقعد معه ساعة فيقول لك : قد ختمت ختمة مذ قعدت ، أو كلاما هذا معناه.
حدّثني التنوخي قال : توفي أبو القاسم بن اليسع يوم الجمعة ثاني ذي الحجة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقال لنا أحمد بن محمّد العتيقي : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفى أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن اليسع القاري الأنطاكيّ ، وقد كف بصره ، والقول الأول أصح إن شاء الله. ومثله ذكر غير التنوخي.
وهو حلواني الأصل حدث عن أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، وأحمد بن محمّد ابن المغلس ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ومن في طبقتهم وبعدهم.
وكان يذكر أن مولده على ما وجده بخط أبيه مكتوبا لسبع خلون من جمادى
__________________
(١) انظر الحديث في : الدر المنثور ٤ / ١٥٢.
٥٢٧٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٨٩. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٥٧٥.